انهيار الإمبراطورية العثمانية و التدخل الاستعماري في المشرق العربي
مقدمة:
بعد أن وصلت الإمبراطورية العثمانية إلى ذروة اتساعها، بدأت في التراجع والانكماش، خاصة خلال القرن التاسع عشر. فكيف كانت أوضاع الإمبراطورية حتى القرن التاسع عشر؟ وما هي محاولات الإصلاح التي قامت بها؟ وما الصعوبات التي واجهتها؟ وكيف تدخلت القوى الاستعمارية في شؤونها؟ وما هي أسباب ومظاهر تفككها وانهيارها؟
أوضاع الإمبراطورية العثمانية حتى القرن التاسع عشر:
شهدت الإمبراطورية العثمانية تراجعًا كبيرًا بعد فشل حصار فيينا، حيث تعرضت لسلسلة من الهزائم العسكرية. وتم فرض عدة معاهدات عليها منذ أواخر القرن السابع عشر، مثل معاهدتي باساروفيتز مع النمسا وكارلوفيتز مع روسيا. كما تدخل الجيش الانكشاري في شؤون الحكم، مما زاد من عدم الاستقرار السياسي. بالإضافة إلى ذلك، واجهت الإمبراطورية صعوبات مالية كبيرة، حيث ارتفعت الضرائب وانتشر نظام الالتزام، مما أثر سلبًا على الاقتصاد.
محاولات الإصلاح العثمانية خلال القرن التاسع عشر:
لتفادي التفكك والاستعمار الأوروبي، قامت الإمبراطورية العثمانية بعدة إصلاحات، منها:
1. عسكريًا:
- إنشاء جيش نظامي حديث ليحل محل الجيش الانكشاري.
2. اقتصاديًا:
- إلغاء نظام الالتزام لتخفيف العبء عن الفلاحين.
3. سياسيًا:
- وضع أول دستور عثماني لتنظيم الحكم.
الصعوبات التي واجهت الإصلاحات:
واجهت الإصلاحات العثمانية عدة عقبات، منها:
- معارضة الجيش الانكشاري والفقهاء: الذين رأوا في الإصلاحات تهديدًا لمصالحهم.
- نقص الموارد المالية: اللازمة لتنفيذ الإصلاحات.
- الديون الأجنبية: التي أغرقت الإمبراطورية في أزمات مالية.
أساليب التدخل الاستعماري في الإمبراطورية العثمانية:
قامت القوى الاستعمارية بالتدخل في شؤون الإمبراطورية بعدة طرق، منها:
1. اقتصاديًا:
- إنشاء صندوق الديون لمراقبة الشؤون المالية.
- فرض المراقبة المالية الإنجليزية والفرنسية.
2. سياسيًا:
- التدخل في شؤون الحكم الداخلية.
3. دينيًا:
- إرسال البعثات التبشيرية.
- حماية حقوق الأقليات الدينية كذريعة للتدخل.
أسباب انهيار الإمبراطورية العثمانية:
كان لانهيار الإمبراطورية أسباب داخلية وخارجية، منها:
1. الأسباب الداخلية:
- الصراعات الداخلية، مثل حروب البلقان.
- قيام الثورة العربية الكبرى.
2. الأسباب الخارجية:
- التآمر الاستعماري.
- الهزيمة في الحرب العالمية الأولى.
تفكك الإمبراطورية العثمانية:
شهدت الإمبراطورية تفككًا تدريجيًا، حيث:
- فقدت أراضيها في أفريقيا وأوروبا، وتقلصت مساحتها في آسيا.
- انفصل المشرق العربي عنها بعد قيام الثورة العربية الكبرى.
- تم تقسيم أراضيها بين فرنسا وبريطانيا وفق اتفاقية سايكس-بيكو بعد الحرب العالمية الأولى.
خاتمة:
أدى التآمر الاستعماري إلى تفاقم تدهور أوضاع الإمبراطورية العثمانية، وكانت هزيمتها في الحرب العالمية الأولى الضربة القاضية التي أدت إلى انهيارها. وهكذا، انتهت واحدة من أكبر الإمبراطوريات في التاريخ، تاركة وراءها إرثًا من التغييرات الجيوسياسية التي شكلت العالم الحديث.
شاهد الدرس على شكل فيديو: