أقسام الوصول السريع (مربع البحث)

📁 آخر الأخبار

درس أزمة 1929م: الأسباب ـ المظاهر ـ النتائج



أزمة 1929م: الأسباب ـ المظاهر ـ النتائج

مقدمة:  

شهد العالم الرأسمالي منذ القرن التاسع عشر سلسلة من الأزمات الاقتصادية، إلا أن أزمة سنة 1929م كانت استثنائية بكل المقاييس. فما هي أسباب هذه الأزمة؟ وما هي مظاهرها؟ وما النتائج التي ترتبت عنها؟


أسباب أزمة 1929م:  

ساهمت عدة عوامل في ظهور الأزمة الاقتصادية العالمية لسنة 1929م، منها أسباب مباشرة وأخرى غير مباشرة:


 1. الأسباب غير المباشرة:  

- ازدهار الإنتاج الأمريكي: بعد الحرب العالمية الأولى، سيطرت الولايات المتحدة الأمريكية على الأسواق العالمية بسبب انهيار الإنتاج الأوروبي.  

- الاستثمارات الخارجية: قامت الولايات المتحدة باستثمارات كبيرة في الخارج، مما أدى إلى رخاء اقتصادي داخلي.  

- تعافي الاقتصاد الأوروبي: مع عودة أوروبا إلى الإنتاج، ظهر فائض في الإنتاج الأمريكي، مما أدى إلى انهيار الأسعار.  

- الاستهلاك المفرط: انتشار الاستهلاك المعتمد على الائتمان، والذي فاق قدرة المستهلكين على السداد.  

- المضاربة في الأسهم: انتشار المضاربة غير المنضبطة في البورصات، خاصة بورصة "وول ستريت".


 2. السبب المباشر:  

- انهيار بورصة وول ستريت: في يوم الخميس الأسود، 24 أكتوبر 1929م، انهارت أسعار الأسهم بشكل مفاجئ بسبب عرض 19 مليون سهم في يوم واحد.



أسباب انتشار الأزمة في العالم:  

انتشرت الأزمة في جميع أنحاء العالم باستثناء الاتحاد السوفياتي، وذلك بسبب:  

- سحب الاستثمارات الأمريكية: قامت الولايات المتحدة بسحب رؤوس أموالها من الخارج، خاصة من ألمانيا.  

- توقف الإعانات الأمريكية: توقفت المساعدات المالية الأمريكية لدول مثل النمسا.  

- السياسات الحمائية: تبنت الولايات المتحدة سياسات حمائية أضرت بالدول الأخرى، مثل اليابان.


 مظاهر أزمة 1929م:  

تجلت الأزمة في عدة مظاهر اقتصادية واجتماعية:


قد يعجبك ايضا

 1. اقتصاديًا:  

- إفلاس المؤسسات: أفلست العديد من المؤسسات التجارية والصناعية.  

- انهيار الإنتاج الصناعي: تراجع الإنتاج الصناعي العالمي بشكل كبير.  

- فائض الإنتاج الفلاحي: أدى الفائض الزراعي إلى إتلاف المحاصيل.  

- انهيار الأسعار وارتفاع الضرائب: انخفضت الأسعار بشكل حاد، بينما ارتفعت الضرائب.


2.اجتماعيًا:  

- تفاقم البطالة: تم تسريح ملايين العمال، مما أدى إلى ارتفاع معدلات البطالة.  

- تشرد العائلات: فقدت العديد من العائلات مساكنها بسبب عدم القدرة على سداد الديون.



نتائج أزمة 1929م:  

ترتبت عن الأزمة عدة نتائج، منها:  


1. تراجع التجارة الدولية: انخفضت التجارة العالمية بشكل كبير.  

2. تدخل الدول في الاقتصاد: لجأت الدول الديمقراطية إلى توجيه الاقتصاد لتخفيف الأزمة، مثل خطة "روزفلت" في الولايات المتحدة، والتي شملت:  

   - فتح الأوراش الكبرى لتوفير فرص العمل.  

   - تخفيض ساعات العمل.  

   - دعم الفلاحين والبنوك.  

3. تأثر الدول الديكتاتورية: تضررت الدول الديكتاتورية من السياسات الحمائية، مما دفعها إلى التوسع العسكري، مما زاد من التوترات الدولية.


خاتمة:  

جاءت أزمة سنة 1929م بعد فترة من الرخاء الاقتصادي، مما زاد من حدتها. وكانت لها نتائج بعيدة المدى على الاقتصاد العالمي والعلاقات الدولية، حيث أعادت التوتر إلى الساحة العالمية، مما مهد الطريق لصراعات جديدة.


لمشاهدة الدرس على شكل فيديو: