أقسام الوصول السريع (مربع البحث)

📁 آخر الأخبار

درس ظاهرة الانظمة الديكتاتورية دراسة حالة نارية



ظاهرة الأنظمة الديكتاتورية: حالة النازية


مقدمة

شهدت أوروبا بعد الحرب العالمية الأولى نشوء العديد من الأنظمة الديكتاتورية التي غيرت ملامح التاريخ السياسي للقرن العشرين. ومن أبرز هذه الأنظمة، النظام النازي في ألمانيا الذي برز بشكل قوي تحت قيادة أدولف هتلر. فما هي الظروف التي مهدت لارتفاع نجم النازيين في ألمانيا؟ كيف كانت شخصية هتلر عاملاً حاسماً في توجيه الأحداث؟ وما هي السمات الرئيسية التي تميزت بها الأنظمة الديكتاتورية، وخاصة نموذج النازية؟

الظروف الممهدة لوصول النازيين إلى السلطة في ألمانيا

أسهمت مجموعة من العوامل في صعود الحزب النازي إلى سدة الحكم في ألمانيا:

  1. مخلفات الحرب العالمية الأولى: تعرض الألمان لظروف قاسية بعد الحرب العالمية الأولى، حيث فرضت معاهدة فرساي شروطاً اقتصادية قاسية على ألمانيا. كما تم إنشاء حكومة فيمار عام 1919 التي عملت وفق مصالح الدول المنتصرة، مما خلق شعوراً بالظلم والاستياء لدى الشعب الألماني. بالإضافة إلى ذلك، أدت الغرامات الثقيلة المفروضة على ألمانيا إلى تدهور الاقتصاد وارتفاع الأسعار بشكل كبير.

  2. تداعيات الأزمة الاقتصادية 1929:تفاقم الوضع الاقتصادي في ألمانيا بعد اندلاع الأزمة الاقتصادية العالمية في عام 1929، حيث شهدت البلاد انخفاضاً حاداً في الإنتاج وارتفاعاً كبيراً في نسبة البطالة. هذه الظروف الصعبة ساعدت في زيادة شعبية الحزب النازي، الذي قدم نفسه كحزب يسعى لتوفير حلول اقتصادية واجتماعية للألمان من خلال شعارات قومية ووطنية.

سيرة حياة هتلر

يعد أدولف هتلر أحد الشخصيات المحورية التي ساهمت في تشكيل تاريخ ألمانيا والعالم في القرن العشرين.

  1. الصفات الشخصية: كان هتلر يتمتع بشخصية قوية، قادرة على جذب الجماهير وتحفيزهم نحو أهدافه.
  2. الأحداث المؤثرة: تأثر هتلر بشكل كبير بالأحداث السياسية والاقتصادية التي عاشتها ألمانيا بعد الحرب العالمية الأولى، وخاصة معاهدة فرساي والأزمة الاقتصادية.
  3. المناصب التي شغلها: انخرط هتلر في الحزب النازي عام 1919م، وأصبح رئيساً له في عام 1921م. في عام 1933م، تم تعيينه مستشاراً لألمانيا، ليصبح فيما بعد قائد ألمانيا في الحرب العالمية الثانية.
  4. الإنجازات: تحت قيادة هتلر، تمكن النازيون من إعادة بناء الجيش الألماني، وتحقيق تقدم ملحوظ في المجال العسكري والاقتصادي، قبل أن ينفجر النزاع العالمي.

خصائص الأنظمة الديكتاتورية: نموذج النازية

تميز النظام النازي بعدة خصائص تجعله مثالاً للأنظمة الديكتاتورية الشمولية:

  1. إلغاء البرلمان والديمقراطية: في النظام النازي، تم إلغاء البرلمان بشكل كامل، حيث كانت القوانين والتشريعات تضعها الرايخ فقط، مما يعني انعدام أي مجال للمشاركة الشعبية في اتخاذ القرارات السياسية.

  2. العنصرية: تبنى النظام النازي فكر العنصرية، حيث كان يتم تمجيد العرق الآري الجرماني، وكان يعتبر هذا العرق هو الأسمى والأكثر تطوراً.

  3. المجال الحيوي: سعى هتلر لتوسيع حدود ألمانيا من خلال ضم أراضٍ جديدة في أوروبا الشرقية، مما كان يهدف إلى تحقيق "المجال الحيوي" الذي يسمح لألمانيا بأن تكون قوة عظمى.

  4. الشمولية: كان النظام النازي يتسم بشمولية كاملة، حيث تم تذويب مصلحة الفرد في مصلحة الدولة. كما تم قمع أي معارضة أو احتجاجات ضد النظام، باستخدام القوة العسكرية والجماهيرية.

خاتمة

حملت سياسات النظام النازي، وخاصة سياسته التوسعية في أوروبا، بذور الحرب العالمية الثانية. فالتوسع العسكري والتوترات الدولية التي أحدثتها ألمانيا في تلك الفترة أدت إلى تصعيد الأزمات السياسية، مما أعاد إشعال فتيل الحرب الكبرى في عام 1939.


لمشاهدة الدرس على شكل فيديو: